التشويش الفكري ما هو و مواجهة !!

..
ما هو التشويش الفكري؟
لا أعرف التعريف العلمي للتشويش الفكري, لكن ما أستطيع قوله هو: محاولة تغيير فكرة الطرف المقابل بطريقة المراوغة والخداع دون أن يشعر, ربما كثر استخدامه مع المكيافيليين الذين تبرر غايتهم الوسيلة, وقد نجد هذا المذهب عند أكثر السياسيين و الدبلوماسيين..
في أحد المرات, طلبت مني إحدى قريباتي صور شخصية لي, لم أقبل الفكرة, لكنها ظلت تلح عليّ بطلبها, لكن هوايتها لم تكن تضعف من موقفي, كانت هوايتها تجميع صور صديقاتها وقريباتها في ألبومات, فهي تعتز بالتذكارات والأشياء الرمزية.. قالت لي أحد المرات:
- فلانة..
- نعم..
- أين الصور التي وعدتِني بها؟
- أي صور؟
- أوووه, لا تراوغي معي.. أعطيني إياها.
- لم أقل لك أبداً إنني سأعطيك صوري..
- فلانة.. أنتِ وعدتِني بها, فلا تخلفي وعدك..
انتابتني نوبة ضحك, واصلت كلامي
- لم أعدكِ يوماً, فلا تحاولي استدراجي..
- أتعنين أنني كاذبة؟
- ههههههه, لم أعني إنك كاذبة..
- بلى, عنيتِ ذلك.. لماذا وعدتِني إذاً دام أنك لن تعطيني؟
- أما زلتِ مصرة على كلامك؟
- عيب عليك أن تخلفي وعدكِ وعلاوة على ذلك تتهميني بالكذب..
- ههههههه, لا تعليق يا صغيرتي..
أنهيت حواري بضحك عارم, كنت أعلم أنها تحاول استدراجي أو (تشوش تفكيري), وحاولت تبيين ذلك لها, أنني لست بـ (شكاكة) حتى تحاولي استدراجي..
من يتشوش تفكيره؟
لو كنت من الذي يشكون بأنفسهم, لأعطيت قريبتي صوري دون أية مراجعة, لكنني من الذين يثبتون على كلامهم ولا يحيدون أمام أي فكرة طارئة..
ومن كان ذا شخصية مهزوزة أو ضعيفة, فمن السهل على الخصم اختراق عمق ثقته ليعثو فيها وينحتها كيفما يريد.. أو ربما يكون غير متأكد من الخطوة التي يقف عليها, لذا من السهل اختراق تفكيره في غضون ساعة أو ربما دقائق..
كيف لي مواجهة التشويش؟
كن على درجة عالية من الثقة, واثبت لنفسك قبل أن تثبت لغيرك أنك إنسان لا يمكن أن تحيد عن مبادئك, ولا تستطيع أي قوى زعزعة هذه القيم..
واجه خصمك بكل ثقة واعتزاز, اظهر له مدى تمسكك برأيك (إن كنت صاحب الحق)..
كل ذلك مرتبط بمدى ثقتك بقدراتك الذاتية, فحاول دراسة نفسك كي تستند على أدلة وشواهد في خضم معركتك..
أساساً, كيف أعرف أن خصمي يشوش تفكيري؟
قلت في العنوان (خصمي), وكما ذكرت مسبقاً أن الغاية تبرر الوسيلة, هو يهدف لشيء ما, وأنت تمانع أو تعارض فكرته أو منطقه أو مطلبه, لذلك سيحاول انتزاع ما يريد منك بأية طريقة ممكنة, ومن ناحية التشويش الفكري, فسيحاول الدخول من الثغرات الضعيفة لديك, وربما سيسدد سهامه نحو ثقتك بنفسك, لذا, كن أقوى منه كي تستطيع اجتياز جنونه..
سيأتيك بكل الطرق الممكنة كي يتمكن من نيل ما يريد.. والأرجح أنه سيتبع سياسة المراوغة والخداع..
على حافة الصمت..!!
ربما استطاع الماسور أن يشوش تفكيري, فبدا لي أنه يطلق حرارة كي أحاول التفكير بالمشكلة التي يمر بها, لكن الأمور انجلت لي عندما بللت يدي بالماء فاكتشفت أن الحرارة من الماء المصبوب لا من فتحة الماسور..!!
هل تجدون ذلك منطقياً أم أنا أهذي, كالعادة؟